وعدتكم بأن تكملة الموضوع سيكون علاج الغضب وإليكم الموضوع
العلاج
هذا الداء الخطير جعل له النبي
دواء نافعاً وعلاجاً شافياً والمسلم مطالب بكسر حدة
الغضب وإبعاده بهذه الأمور التي منها:
أولاً: تتبع وصية النبي
في ذلك الأمر، فقد جاءه رجلٌ وقال: أوصني. قال
:
{ لا تغضب }، فردد مراراً وقال:
{ لا تغضب }. وإيقاف الغضب
ودواعيه قبل بدايته، خير من التمادي فيه ومحاولة إصلاح نتائجه الوخيمة.
< b>معرفة فضل الله عز وجل لمن تجرع الغضب وكتمه، قال
:
{ ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء
وجه الله تبارك وتعالى } ثالثاً: معرفة أن الغضب من الشيطان، قال
:
{ إن الغضب من الشيطان... } والشيطان يورد
الإنسان موارد الهلاك.
رابعاً: الطمع فيما أعد الله عز وجل لمن كتم غيظه، قال
:
{ من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على
رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخبره من الحور العين ما يشاء } خامساً: الالتزام بالهدي النبوي، ومن ذلك تغير الهيئة التي عليها الغضبان
وليلصق بالأرض، فذلك أدعى لإذلال النفس وطرح الكبر، قال
:
{ ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة
عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيء فليلصق بالأرض } سادساً: الوضوء، إمتثالاً لقول الرسول
:
{ إن الغضب من الشيطان، خُلق من النار، وإنما تطفأ النار
بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ } سابعاً: السكوت حال الغضب وحبس اللسان وإلجامه، قال
:
{علموا وبشروا ولا تعسروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت،
وإذا غضبت فاسكت } ثامناً: التعوذ من الشيطان الرجيم فهو رأس البلاء، قال تعالى:
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200] وعن سلمان ابن صرد
قال: ( إستب رجلان عند
النبي
فجعل
أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، قال رسول الله
:
{ إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم.. } تاسعاً: ذكرالله في كل موطن خاصة عند حالات الغضب،
إِنَّ
الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ
فَإِذَا هُم مُّبْصِرُون عاشراً: أنت في حالة كتم الغيظ في مراتب أعلى من غيرك، وقد مر حديث
الشديد الذي يكتم الغضب وكذلك أمر الله تعالى:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وقوله تعالى:
وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
الحادي عشر: إنك في حالة الغضب قد تظلم وتتعدى فتأثم، قال
:
{ كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه
} الثاني عشر: التقرب إلى الله عز وجل بحسن الخلق مع المؤمنين والتجاوز عن
مسيئهم، قال
:
{ إن المؤمن ليُدرك بحُسن خلقه درجة الصائم القائم
} وقال
:
{ ألا أخبركم بمن يحرُمُ على النار؟ - أو بمن تحرم عليه
النار؟ - تحرم على كل قريب هينٍ لينٍ سهل } الثالث عشر: معرفة نتائج الغضب وعواقبه ! وكيف أودى ريال بحياة رجلين،
وكيف أدت كلمة في ساعة هيجان إلى فراق الزوجة، وحرمان الأبناء، وتضييع الحقوق،
والاعتداء على الضعفاء والاخوان. عن ابن مسعود
قال: ( لما كان يوم حنين
آثر الرسول الله
ناساً في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائه من الإبل، وأعطى عُينيةُ بن
حصن مثل ذلك، وأعطى ناساً من أشرف العرب وآثرهم يومئذ في القسم. فقال رجل: والله إن
هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن رسول الله
فأتيته فأخبرته بما
قال، فتغير وجهه حتى كان كالصيرف ( صبغ أحمر ) ثم قال:
{ فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله }، ثم قال:
{ يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر
}، فقلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثاً )